شكون ما يعرفش الطاهر الحداد. الناس الكل تعرف انه صاحب كتاب "امرأتنا في الشريعة و المجتمع". لكن الطاهر الحداد شخصية أكبر بكثير من كتابه. و له عدة أوجه و ساهم بصفة كبيرة في النهضة الاجتماعية و السياسية و الفكرية للمجتمع التونسي.
الطاهر الحداد تولد في 1899 و مات في 1935 و قرا في جامع الزيتونة و هاذا شيء مهم يعني ان تكوينه تقليدي معناها ما جاش من كوكب آخر بل خرج من رحم الثقافة و الهوية التونسية و العربية الإسلامية. لكنه أتى بفكر تجديدي و إصلاحي عميق ساهم إلى مدى بعيد في تغيير المجتمع التونسي خاصة بعد ما اصبح مرجعية أساسية اعتمد عليها من بعد بورقيبة لبلورة التوجه الإصلاحي متاعو خاصة في ما يتعلق بقضية تحرير المرأة عندما أسس لمجلة الأحوال الشخصية بعد الاستقلال و كان بورقيبة يعتبر الطاهر الحداد "رائد تحرير المرأة التونسية".
الحداد ساهم بشكل كبير في الحركة الفكرية و الثقافية في العشرينيات و الثلاثينيات مع ابو القاسم الشابي و مصطفى خريف و محمد بيرم و علي الدوعاجي... و لم يكن فقط مفكرا بل كان زادة مناضل ضد الاستعمار و نقابي بما انه أسس في 1924 الكنفدرالية العامة للشغالين التونسيين مع محمد علي الحامي.
افكار الحداد هي امتداد للحركة الاصلاحية التونسية متاع خير الدين و قبادو و السنوسي و ابن ابي الضياف... و الإضافة الكبيرة الي جابها الحداد هي في ما يخص قضية المرأة.
في 1930 يصدر كتاب الحداد "امرأتنا في الشريعة و المجتمع". الفكرة الأساسية متاع الحداد في تحرير المرأة هو انه لا يجب نقل الأنموذج الأوروبي بل إصلاح الدين الإسلامي لانه كان مقتنعا ان الإسلام يمكن ان يتأقلم مع كل زمان و مكان و هاذا حسب الحداد لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. لهاذا الحداد يأمن بضرورة إصلاح جذري للمجتمع.
الحداد يعتقد بان الإسلام في الأصل يساوي بين المرأة و الرجل في الحقوق و الواجبات المدنية و الملكية الخاصة لكن اغلب النساء يخليو رجالهم و آبائهم يتصرفولهم في أملاكهم لهاذا نادى الحداد النساء بالمطالبة بحقهم في التصرف في أملاكهم. و يعتقد أيضاً ان الإسلام ما يمنعش المرأة من ان تتولى مسؤوليات في القضاء و ان تكون شاهدة. و زادة انها تكمل قرايتها و تشارك بصفة فعالة في الحياة العامة. في ما يخص الزواج يندد الحداد بالزواج المكره من طرف الوالدين ضد رغبة المرأة و نادى بمحاكم للطلاق باش المرأة ما تكونش تحت رحمة الراجل. و دعا أيضاً لتحرير المرأة من الحجاب و ذلك تمشيا مع روح العصر و لانه اعتبره عائقا أمام مشاركة المرأة في بناء المجتمع و النهوض به.
و الحداد توخى قراءة تاريخية للقران و السنة بوضعهما في إطارهما التاريخي و اعتبار "الفرق الكبير بين ما أتى به الإسلام و ما جاء من اجله" خاصة و ان العديد من الأحكام متاع القران نسخت بأحكام أخرى في عهد الرسول. و اعتبر ان ما أتى به الإسلام من أحكام حول تعدد الزوجات و الإرث هو من عقلية الجاهلية.
فكر الحداد قوبل بمقاومة شرسة من شيوخ الزيتونة المحافظين الي نحاولو شهادة الزيتونة متاعو جرّدوه من شهائده العلمية و نعتوه بالإلحاد ومنع من حق الزواج وممارسة أبسط حقوق المواطنة وطالبوا بإخراجه من الملّة ومنع من العمل و كتبو ضده كتب تنتقده بشدة و من الشيوخ من كتبو أجوبة على فكر الحداد دون ان يقراو كتابه و هذا باعترافهم.
و في جنازة الطاهر الحداد حضر عديد قليل من الناس من أصحابه و رفاق دربه و فما ناس كان تجري وراء الموكب و ترمي فيه بالحجر و هاذا دليل على ان أفكار الحداد ثورية و سبقت بكثير عصرها.
لكن ورثة الحداد كانت كبيرة ياسر و حددت إلى مدى بعيد مستوى التطور و الحقوق الهائل للمرأة التونسية اليوم و الي يحسدوه عليها برشة بلدان عربية و إسلامية.

Commentaires
Enregistrer un commentaire