علاقة بورقيبة و صالح بن يوسف تقال عليها برشا كلام بعد الثورة و أصبحت موضوع تجاذبات سياسية حادة و عنيفة في بعض الأحيان.
الفكرة السائدة ان بورقيبة همش صالح بن يوسف و أقصاه و قال الي هو جاب الاستقلال وحدو.
كتاب "بورقيبة" هو سيرة ذاتية كتبوه التونسيات المؤرخة صوفي بسيس و الصحفية سهير بلحسن. و صوفي بسيس من أكثر المؤرخين موضوعية عندما تحكي على بورقيبة و تحلل على نفس المستوى من الموضوعية الإنجازات التاريخية متاعو و نزعته الدكتاتورية. و تقول بصفة واضحة ان بورقيبة كان زعيما كبيرا و تاريخيا و كان أيضاً دكتاتورا.
كتاب "بورقيبة" يفسر مليح نوعية العلاقة بين بورقيبة و بن يوسف و كيفاش تطورت إلى أزمة لا رجعة فيها.
بورقيبة و بن يوسف زوز زعماء وطنيين و دستوريين كبار شاركو بصفة فعالة في النضال الوطني ضد الاستعمار. العلاقة بين الرجلين بدأت تتوتر منذ ان وافق بورقيبة على قبول اقتراح "الاستقلال الداخلي" من طرف بيار مانداس فرانس رئيس حكومة فرنسا وقتها و ذلك قناعة منه بسياسة المراحل الشهيرة التي كان يؤمن بيها بورقيبة. بن يوسف قبل عن مضض فكرة الاستقلال الداخلي و عندما رأى مفاوضات الاستقلال الداخلي بين بورقيبة و فرنسا بدأت تتبلور بجدية حس بان الأوضاع بدأت تهرب بيه و قرر باش يعارض علنا منهج بورقيبة و صرح انه "ماعادش يحتمل ان يكون دائماً في الموقع الثاني" بالرغم ان بورقيبة اقترح عليه أنهم يروحو لتونس مع بعضهم من الخارج يوم غرة جوان 1955 للاحتفال بإمضاء قرار الاستقلال الداخلي.
و بداية من اللحظة هاذي بدأ بن يوسف يحضر في نفسه لمنازعة بورقيبة القيادة و الشرعية التي اكتسبها جراء تحقيق الاستقلال الداخلي و كرر الخطابات الشعبية خاصة الخطاب العنيف في جامع الزيتونة يوم 7 أكتوبر 1955 اين يلعب على الوازع العروبي و الإسلامي و الحال ان بن يوسف فرنكوفوني التكوين و الفكر بما انه زاول تعليمه العالي في فرنسا. و كان جمال عبد الناصر الزعيم المصري يساند بن يوسف أملا في ان يزيح بورقيبة الذي كان يعتبره عبد الناصر منافسه على الزعامة العربية. و في حين كان بن يوسف يتهم بورقيبة بالعمالة لفرنسا كان يحاول التقرب من هاته الأخيرة سرا تحسبا لانقلاب ممكن للاوضاع لصالحه. و بعد ذلك كانت القطيعة النهائية بين بن يوسف و بورقيبة رغم مساعي هذا الاخير العديدة لإقناعه بالرجوع إلى مهده الأصلي ثم طرد بن يوسف من الحزب و الحرب الأهلية بين اليوسفيين و أنصار بورقيبة التي خلفت أكثر من ألف قتيل. ثم هروب بن يوسف إلى المنفى و اغتياله في ألمانيا في 1961 بقرار من بورقيبة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire